اللفتة الثانية:

إن كثيرًا من الشباب يُفتون أنفسهم، أو يستفتون أمثالهم من حدثاء الأسنان، وهم لا يشعرون، ويستشهدون على فتواهم بقول عالم في عين رجل، أو حادثة مفردة، فيطلقونها في عباد الله، ويعممونها على من يريدون، غافلين عن عموم الكتاب والسنة، وأن لا حُجَّةَ إلا بهما، وبما أجمع عليه أهل العلم.

ومن أمثلة ذلك:

مسألة التكفير، والتبديع، والهجر، والمواجهة، وما أحدثه بعضهم من بِدْعَةِ مَنْعِ الترحم على جميع أصحاب البدع، وغيرهم من أهل القبلة، على تنوع درجاتهم! ! مخالفين بذلك صريح الكتاب، وصحيح السنة، بجواز الترحم على كل مسلم، سواء كان مبتدعًا، أو فاسقًا، مخطئًا أو ضالًّا.

مثل قوله تعالى:

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].

وقوله تعالى:

{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ} [الحشر: 10].

فهذا ثناء من الله لمن يترحم على جميع المؤمنين .. ولا نشك أن في المؤمنين عصاة، ومبتدعة، وغير ذلك.

ولهؤلاء يقال:

هل أولئك المبتدعة سبقونا بالإيمان، أم بالكفر؟

فإن قال: بالكفر ... فقد كَفَّرَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015