وَ ((مَرَّ ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تُسَبِّحُ به، فقطَّعَهُ، وألقاه، ثم مر برجل يُسَبِّحُ بحصى، فضربه برجله، ثم قال:
لقد سبقتم ... ركبتم بدعة ظلمًا ... ولقد غلبتم أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - علمًا)) (?).
فهؤلاء الصحابة الذين تَرَبَّوْا على منهج واحد، وَتَخَرَّجُوا [في] مدرسة واحدة، ((يهتمون بالقشور))؟ ! ؟
وَمَا لَنَا بُدٌّ مِنِ اتِّبَاعِهِمْ وَالتَّأَسِّي بِهِمْ.
وهؤلاء الصحابة - رضي الله عنه - يفعلون ما يفعلون، ويقولون ما يقولون في تحريك يَدٍ، أو تسبيح بالحصى، أو اجتماع على هيئة لم يروها من معلمهم، ومربيهم - صلى الله عليه وسلم -.
فكيف لو رَأَوْا أهلَ زماننا وهم يُحْدِثُونَ الطرقَ، والسبل، والمناهج؛ كالانتخابات، والمظاهرات، والانقلابات، والمداهنات، والمشاركات، والتصويتات على شريعة الجبار -جل شأنه- في المجالس!
حتى صارت عندهم الأناشيدُ والتمثيلُ طريقةً تربوية (?) .. والانتخاباتُ والمشاركاتُ في المجالس طريقةً وصولية .. والانقلاباتُ والاغتيالاتُ طريقةً تغييرية .. والتفجيراتُ والمظاهراتُ طريقةً تعبيرية .. والكذبُ والافتراءُ على الأبرياء طريقةً دفاعية عن أحزابهم وزعمائهم.