ولقد تَنَبَّهَ سلفنا الصالح -رضوان الله عليهم- إلى هذا الأمر الخطير، فألزموا أنفسهم أمرين عظيمين:
الأول: الإمساك بما ورثوه من سلفهم، والامتناع عن إحداث شيء في الدين بآرائهم.
ولولا خشية الإطالة لسردتُ من أقوالهم ما فيه عِظَةٌ للعاقلين.
وحسبي أن أذكر قول الإمام أحمد المشهور:
((إِيَّاكَ أَنْ تَقُولَ كَلِمَةً لَيْسَ لَكَ فِيهَا إِمَامٌ)) (?).
الثاني: مجانبة أهل البدع، والتحذير منهم، ومحاربة الآراء الدخيلة على الإسلام، والتبرؤ منها، ومن أصحابها.
وليس الموضعُ موضعَ سَرْدٍ، فحسبنا رواية عن ابن عمر، وأخرى عن أبيه -رضي الله عنهما-:
فقد ذُكِرَ عند ابن عمر قومٌ يتكلمون في الْقَدَرِ، فقال - رضي الله عنه -: