قال سيد رحمه الله (3/ 1259):
((ذلك أن القضية في صميمها هي قضية ((الاتباع)) ... هذه هي قضية هذا الدين الأساسية)).
فالاتباع: يكون في العقيدة، والعبادات، والأفكار، والآراء، والسبيل {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} [لقمان: 15].
وإن الضلال الذي حصل في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يكن إلا بسبب مخالفتهم لهذا الأصل العظيم.
ولو أن الخوارج التزموا بهذا الأصل ما كانوا خوارجَ، ولو أن المعتزلة التزموا بهذا الأساس ما كانوا معتزلة، ولأراحوا الأمة من شَرِّ ما فعلوا، واستراحوا.
وما توغلت العلمانية، والاشتراكية، والمبادئ الهدامة إلا بسبب جهل المسلمين بهذا المبدأ العظيم، حيث حَرَّفُوا لهم النصوص، وعطلوا الأحكام بالتأويل، معرضين عن الالتزام بالاتباع.
وَلِذَلِكَ كَانَ الِاتِّبَاعُ هُوَ الضَّابِطَ الْعَظِيمَ لِلنَّاسِ مِنَ الِانْحِرَافِ، وَالْوِقَايَةَ الْحَتْمِيَّةَ لَهُمْ مِنَ الزَّيْغِ.
والابتداع ليس محصورًا في العبادات فحسب، بل يشمل كل فكر دخيل على الإسلام، أو رأي، أو طريقة، سواء كان ذلك باسم الإسلام؛ كفكر الخوارج، والمعتزلة، أو بأسماء شيطانية؛ كفكر العلمانيين، والملاحدة.
قال الإمام عبد الله بن المبارك:
((اعْلَمْ أَنَّ الْمَوْتَ الْيَوْمَ كَرَامَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ لَقِيَ اللَّهَ عَلَى السُّنَّةِ، فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.