ابن إسحاق، عن عبد الله بن عمر بن عليّ، عن عبيد بن جُبَير، مولى الحكم بن أبي العاص، عن عبد الله بن عمرو بن العاص، عن أبي مُوَيهبة مولى رسول الله، قال: بعثني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من جوف الليل، فقال لي: يا أبا مويهبة، إني قد أمرْتُ أن أستغفرَ لأهل البقيع؛ فانطلق معي، فانطلقت معه، فلمّا وقف بين أظهرهم، قال: السّلام عليكم أهلَ المقابر؛ ليَهْنِ لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه! أقبلت الفِتَن كقِطَع الليل المظلم، يتبع آخرها أولها، الآخرة شرٌّ من الأولى. ثم أقبل عليّ فقال: يا أبا مويهبة، إني قد أوتيت مفاتيحَ خزائن الدنيا والخلْد فيها، ثم الجنة، خترت بين ذلك وبين لقاء ربّي والجنة، فاخترتُ لقاء ربّي والجنّة، قال: قلت: بأبي أنت وأمّي! فخذ مفاتيح خزائن الدنيا والخلْد فيها، ثم الجنّة. فقال: لا والله يا أبا مويهبة، لقد اخترت لقاء ربّي والجنة، ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف فبدئ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجعه الذي قُبِض فيه (?). (3: 188).