278 - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، قال: قلت لمحمود بن لَبِيد: هل كان الناس يعرفون النفاق فيهم؟ قال: نعم؛ والله إن كان الرجل ليعرفه من أخيه ومن أبيه ومن عمّه ومن عشيرته، ثم يلبس بعضهم بعضًا على ذلك؛ ثم قال محمود: لقد أخبرني رجالٌ من قومي عن رجل من المنافقين معروف نفاقُه، كان يسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث سار، فلما كان من أمر الماء بالحِجْر ما كان، ودعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حين دعا، فأرسل الله السحابة فأمطرت حتى ارتوى الناس، أقبلنا عليه نقول: ويحَك! هل بعد هذا شيء! قال: سحابة مارَّةٌ (?). (3: 105/ 106).
279 - ثمّ إنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سار حتى إذا كان ببعض الطريق ضلّتْ ناقتُه، فخرج أصحابُه في طلَبها، وعند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلٌ من أصحابه، يقال له عُمارة بن حزم، وكان عقَبيًّا بدريًّا، وهو عمّ بني عمرو بن حزم، وكان في رحله زيد بن لُصَيب القَينُقاعيّ، وكان منافقًا، فقال زيد بن لُصَيب وهو في رحل عُمارة وعُمارة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أليس يزعم محمد أنه نبيّ يخبركم عن خبر السماء وهو لا يدري أين ناقته! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعمارة عنده: إن رجلًا قال: إنّ محمدًا هذا يخبركم أنه نبيّ، وهو يزعم أنه يخبركم بخبر السماء وهو لا يدري أين ناقته! وإني والله ما أعلم إلّا ما علّمني الله، وقد دلني الله عليها، وهي في الوادي من شِعْب كذا وكذا قد حبستْها شجرة بزمامها، فانطلقوا حتى تأتُوا بها، فذهبوا فجاؤوا بها، فرجع عُمارة بن حزم إلى أهله، فقال: والله لَعجبٌ من شيء حدّثناه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آنفًا عن مقالة قائل أخبره الله عنه كذا وكذا -للذي قال زيد بن اللُّصَيب- فقال رجُلٌ ممن كان في رحْل عمارة، ولم يحضر رسول الله: