عبد الوارث، وحدّثنا عبدُ الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدَّثنا أبي، قال: أخبرَنا أبان العطار، قال: حدَّثنا هشام بن عُرْوة، عن عروة، قال: سارَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حُنين من فوره ذلك -يعني منصرَفه من حنين- حتى نزلَ الطائف، فأقام نصف شهر يقاتلهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابُه، وقاتلتهم ثقيف من وراء الحِصْن؛ لم يخرج إليه في ذلك أحدٌ منهم؛ وأسلم مَنْ حولهم من الناس كلّهم؛ وجاءت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفودُهم؛ ثم رجع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ولم يحاصرهم إلّا نصفَ شهر حتى نزل الجِعْرانة؛ وبها السبْي الذي سَبَى رسولُ الله من حُنين من نسائهم وأبنائهم- ويزعمون أنّ ذلك السَّبْيَ الذي أصاب يومئذ من هوازن كانت عدّته ستّة آلاف من نسائهم وأبنائهم- فلمّا رجَع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الجِعْرانة، قدمتْ عليه وفود هَوازِن مُسْلِمين، فأعتق أبناءهم ونساءهم كلّهم، وأهلّ بعُمْرةٍ من الجِعْرانة؛ وذلك في ذي القعدة.

ثم إنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - رجع إلى المدينة، واستخلف أبا بكر رضي الله تعالى عنه على أهل مكة، وأمره أن يقيم للناس الحجّ، ويعلِّم الناس الإسلام، وأمره أن يؤمّن مَنْ حجّ من الناس؛ ورجع إلى المدينة؛ فلما قَدِمها قَدِم عليه وفود ثَقيف، فقاضوه على القضيّة التي ذكرت؛ فبايعوه، وهو الكتاب الذي عندهم كاتبوه عليه (?). (3: 82/ 83).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015