وعلم ما قد أجمعوا له من حَرْب رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، وعلم أمر مالك وأمرَ هوازن وما هم عليه. ثم أتى رسولَ الله، فأخبره الخبر؛ فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عمرَ بن الخطاب، فأخبره خبرَ ابن أبي حَدْرد، فقال عمرُ: كذب! فقال ابن أبي حَدْرد: إنْ تكذّبْني فطالما كذّبْتَ بالحقّ يا عمر! فقال عمر: ألا تسمعُ يا رسول الله إلي ما يقول ابن أبي حَدْرد! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: قد كنتَ ضالًّا فهداك الله يا عمر (?). (3: 72/ 73).
255 - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن محمد بن إسحاق، قال: حدّثني أبو جعفر محمد بن علي بن حسين، قال: لما أجمع رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - السَّيرَ إلى هَوازن ليلقاهم، ذكر له أنّ عند صفوان بن أميّة أدراعًا وسلاحًا، فأرسل إليه، فقال: يا أبا أميّة -وهو يومئذ مشرك-: أعِرْنا سلاحك هذا نلْق فيه عدوَّنا غدًا. فقال له صفوان: أغَصْبًا يا محمد! قال: بل عارِية مضمونة حتى نؤدّيَها إليك، قال: ليس بهذا بأس، فأعطاه مئة دِرْع بما يصلحُها من السلاح؛ فزعموا أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سأله أن يكفيَه حَمْلها ففعل.
قال أبو جعفر محمد بن عليّ: فمضت السنّة أن العاريّة مضمونة مؤدّاة (?). (3: 73).