فتجهّز الناسُ، ثم تهيَّؤوا للخروج، وهم ثلاثة آلاف، فلما حضر خروجهم وَدَّع الناسُ أمراء رَسُول اللهِ وسلموا عليهم وودّعوهم فلمّا ودّع عبد الله بن رَواحة مع من ودّع من أمراء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بكَى، فقالوا له: ما يُبكيك يا بن رواحة؟ فقال: أما والله ما بي حبّ الدنيا، ولا صبابة بكم؛ ولكني سمعتُ رسول الله يقرأ آيةً من كتاب الله يذكر فيها النار: {وَإِنْ مِنْكُمْ إلا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَقْضِيًّا}.

فلست أدري كيف لي بالصَّدَرِ بعد الورود! فقال المسلمون: صحبكم الله ودفع عنكم، وردّكم إلينا صالحين، فقال عبد الله بن رواحة:

لكنَّنِي أسْأَلُ الرّحْمنَ مَغْفِرَةً ... وَضَرْبَةً ذاتَ فَرْغٍ تَقْذِف الزَّبَدَا

أو طَعْنَةً بيَدَي حَرَّانَ مُجْهِزَةً ... بحَرْبَةٍ تُنْفِذُ الأحْشاءَ والكَبدا

حتى يقولوا إذَا مَرُّوا علي جَدَثي ... أَرْشَدَهُ اللهُ مِنْ غَازٍ وقد رَشَدَا! (?)

(3: 36/ 37).

233 - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة وأبو تُمَيلة، عن محمد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015