خلافة المقتدر بالله

ثمَّ بويع جعفر بن المعتضد بالله؛ ولما بويع جعفر بن المعتضد لقّب المقتدر بالله وهو يومئذ ابن ثلاث عشرة سنة وشهر واحد وأحد وعشرين يومًا، وكان مولده ليلة الجمعة لثمان بقين من شهر رمضان من سنة اثنتين وثمانين ومئتين، وكنيته أبو الفضل، وأمه أمُّ ولد يقال لها شغب، فذُكر أنَّه كان في بيت المال يوم بويع خمسة عشر ألف ألف دينار، ولما بويع المقتدر غسّل المكتفي وصلّى عليه، ودُفن في موضع من دار محمَّد بن عبد الله بن طاهر (?).

وفيها كانت بين عج بن حاج والجند وقعة في اليوم الثاني من أيام منى، قتِل فيها جماعة، وجرح منهم بسبب طلبهم جائزة بيعة المقتدر، وهرب الناس الذين كانوا بمنى إلى بستان ابن عامر، وانتهب الجند مضرب أبي عدنان ربيعة بن محمَّد بمنى، وكان أحد أمراء القوافل، وأصاب المنصرفين من مكة في منصرفهم في الطريق من القطع والعطش أمر غليظ، مات من العطش - فيما قيل - منهم جماعة، وسمعت بعض من يحكى: أن الرجل كان يبول في كفّه، ثمَّ يشربه.

وحجّ بالناس فيها الفضل بن عبد الملك الهاشميّ.

ثمَّ دخلت سنة ست وتسعين ومئتين ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فمن ذلك ما كان من اجتماع جماعة من القوّاد والكتاب والقضاة على خلع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015