فإنكم ما أطعتم خلفاءَ الله وأئمة الهدى على سبيل الإيمان والتقوى؛ فأمير المؤمنين يستعصم الله لكم، ويسأله توفيقكم، ويرغب إلى الله في هدايتكم لرشدكم، وفي حفظ دينه عليكم؛ حتى تلقوه به مستحقين طاعته، مستحقين لرحمته، والله حسْب أمير المؤمنين فيكم، وعليه توكله، وبالله على ما قلَّده من أموركم استعانتُه، ولا حول لأمير المؤمنين ولا قوة إلا بالله والسلام عليكم.

وكتب أبو القاسم عبيد الله بن سليمان في سنة أربع وثمانين ومئتين.

وذكر: أن عبيد الله بن سليمان أحضر يوسف بن يعقوب القاضي، وأمره أن يُعمل الحيلة في إبطال ما عزم عليه المعتضد؛ فمضى يوسف بن يعقوب، فكلّم المعتضد في ذلك، وقال له: يا أمير المؤمنين؛ إني أخاف أن تضطرب العامة، ويكون منها عند سماعها هذا الكتاب حركة! فقال: إن تحركت العامة أو نطقت وضعتُ سيفي فيها. فقال: يا أميرَ المؤمنين، فما تصنع بالطالبيِّين الَّذين هم في كل ناحية يخرجون، ويميلُ إليهم كثير من الناس لقرابتهم من الرسول ومآثرهم؛ وفي هذا الكتاب إطراؤهم، أو كما قال، وإذا سمع الناس هذا كانوا إليهم أميَل، وكانوا هم أبسط ألسنة، وأثبت حجة منهم اليوم، فأمسك المعتضد فلم يردّ عليه جوابًا، ولم يأمر في الكتاب بعده بشيء (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015