ففيها كان شخوص المتوكِّل إلى دمشق لعشر بقين من ذي القعدة (?) فضحَّى ببلَد؛ فقال يزيد بن محمد المهلبيُّ حين خرج:
أَظُنُّ الشَامَ تشمت بالعِراقِ ... إِذَا عزم الإِمامُ على انْطلاقِ
فإِن تدَعِ العراقَ وساكِنِيها ... فقد تبْلى المليحةُ بالطَلاقِ
* * *
وفيها مات إبراهيم بن العباس، فولى ديوان الضَّياع الحسن بن مخلَد بن الجرَّاح، خليفة إبراهيم في شعبان، ومات هاشم بن بنَجور في ذي الحجة (?).
* * *
وحجَّ بالناس فيها عبد الصمد بن موسى (?).
وحجَّ جعفر بن دينار، وهو والي طريق مكة وأحداث الموسم.
فمن ذلك دخولُ المتوكل دمشق في صفر؛ وكان من لدن شخَص من سامراء إلى أن دخلها سبعة وتسعون يومًا - وقيل سبعة وسبعون يومًا - وعزم على المقام بها، ونقل دواوين الملك إليها، وأمر بالبناء بها فمحرَّك الأتراك في أرزاقهم وأرزاق عيالاتهم، فأمر لهم بما أرضاهم به. ثم استوبأ البلد؛ وذلك أنَّ الهواء بها