عمرو أسيرًا فبعث به إلى سامراء، فبعث به إلى مطبَق بغداد، ونُصبت رؤوس أصحابه وأعلامه عند خشبة بابك.

وفي هذه السنة قدم وصيف التركيّ من ناحية أصبهان والجبال وفارس؛ وكان شخص في طلب الأكراد، لأنهم قد كانوا تطرّقوا إلى هذه النواحي، وقدم معه منهم بنحو من خمسمائة نفس؛ فيهم غلمان صغار، جمعهم في قيود وأغلال؛ فأمر بحبسهم، وأجِيز وصيف بخمسة وسبعين ألف دينار، وقلّد سيفًا وكُسىً.

* * *

[خبر الفداء بين المسلمين والرّوم]

وفي هذه السنة، تمّ الفداء بين المسلمين وصاحب الرُّوم، واجتمع فيها المسلمون والرُّوم على نهر يقال له اللمس على سَلُوقيّةَ علَى مسيرة يوم من طَرَسُوس (?).

* ذكر الخبر عن سبب هذا الفداء وكيف كان:

ذُكر عن أحمد بن أبي قَحْطبَة صاحب خاقان الخادم - وكان خادم الرشيد، وكان قد نشأ بالثغر - أنّ خاقان هذا قدِم على الواثق، وقدم معه نفر من وجوه أهل طَرَسوس وغيرها يشكون صاحب مظالم كان عليهم، يكنى أبا وهب؛ فأحضِر، فلم يزل محمد بن عبد الملك يجمع بينه وبينهم في دار العامّة عند انصراف يوم الإثنين والخميس، فيمكثون إلى وقت الظهر؛ وينصرف محمد بن عبد الملك وينصرفون، فعُزل عنهم، وأمر الواثق بامتحان أهل الثغور في القرآن، فقالوا بخلقه جميعًا؛ إلا أربعة نفر؛ فأمر الواثق بضرب أعناقهم إن لم يقولوه، وأمر لجميع أهل الثغور بجوائز على ما رأى خاقان، وتعجّل أهلُ الثغور إلى ثغورهم،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015