ذكر الخبر عن فتح عمورية (?)

وفي هذه السنة شخص المعتصم غازيًا إلى بلاد الروم، وقيل كان شخوصهُ إليها من سامراء في سنة أربع وعشرين ومائتين - وقيل في سنة اثنتين وعشرين ومائتين - بعد قتلهِ بابك.

فذكر أنه تجهّز جهازًا لم يتجهز مثله قبله خليفة قطُّ من السلاح والعُدد والآلة وحياض الأدم والبِغال والرَّوايا والقِرَب وآلة الحديد والنفط، وجعل على مقدِّمتهِ أشناس، ويتلوه محمد بن إبراهيم، وعلى ميمنتهِ إيتاخ، وعلى ميسرتهِ جعفر بن دينار بن عبد الله الخياط، وعلى القلب عُجَيف بن عنبسة.

ولما دخل بلاد الروم أقام على نهر اللمِس وهو على سَلُوقية قريبًا من البحر، بينهُ وبين طرَسُوس مسيرة يوم، وعليه يكون الفداء إذا فُودِي بين المسلمين والروم، وأمضى المعتصم الأفشين خيذر بن كاوس إلى سَرُوج، وأمرهُ بالبروز منها والدخول من دربِ الحدَث، وسمَّى لهُ يومًا أمرهُ أن يكونَ دخولهُ فيه، وقدَّر لعسكرهِ وعسكر أشناس يومًا جعلهُ بينهُ وبين اليوم الذي يدخلُ فيه الأفشين، بقدر ما بين المسافتين إلى الموضع الذي رأى أن يجتمعَ العساكر فيه - وهو أنقِرة - ودبَّر النزول على أنقرة، فإذا فتحها اللهُ عليهِ صار إلى عمُّورية، إذ لم يكن شيء مما يقصد لهُ من بلاد الروم أعظم من هاتين المدينتين، ولا أحرى أن تجعل غايته التي يؤمّها.

وأمر المعتصم أشناس أن يدخل من درب طَرسُوس، وأمره بانتظاره

طور بواسطة نورين ميديا © 2015