يركب في مائة غلام؛ وأنا عندكم أموت من الجوع! فغضب عليه عشرين يومًا، ثم رضى عنه (?).

قال: وزرياب مولى المهديّ، صار إلى الشام ثم صار إلى المغرِب، إلى بني أمية هناك.

وذكر السّلِيطيّ أبو عليّ، عن عُمارة بن عَقِيل، قال: أنشدتُ المأمون قصيدةً فيها مديح له، هي مائة بيت؛ فأبتدئ بصدر البيت فيبادرني إلى قافيته كما قفَّيتُهُ، فقلت: والله يا أمير المؤمنين؛ ما سمعها مني أحد قطّ، قال: هكذا ينبغي أن يكون؛ ثم أقبل عليّ، فقال لي: أما بلغك أنّ عمر بن أبي ربيعة أنشد عبد الله بن العباس قصيدته التي يقول فيها:

*تشُطُّ غدًا دارُ جيراننا*

فقال ابنُ العباس:

*وللدارُ بعد غد أبعد*

حتى أنشده القصيدة، يقفّيها ابن عباس! ثم قال: أنا ابنُ ذاك (?).

وذُكر عن أبي مروان كازر بن هارون، أنه قال: قال المأمون:

بعثتُكَ مُرتادًا ففزتَ بِنظْرةٍ ... وأَغفَلْتَنِي حتى أَسأْتُ بكَ الظَّنَّا

فناجيتَ مَن أَهْوَى وكنتُ مباعَدًا ... فيا ليت شعرِي عَن دُنوّك ما أغنى!

أَرَى أَثرًا منهُ بعينَيك بَيِّنًا ... لقد أَخذَت عيناكَ مِن عينه حُسنا

قال أبو مروان: وإنما عوّل المأمون في قوله في هذا المعنى على قول العباس بن الأحنف، فإنه اخترع:

إن تَشْقَ عيني بها فقد سَعِدَتْ ... عينُ رسولي، وفُزتُ بالخَبَرِ

وكلَّما جاءَني الرسول ... لهَا ردَّدتُ عمدًا في طرفه نَظري

طور بواسطة نورين ميديا © 2015