على حُكم المأمون، قُرِئ كتاب فتحها لليلة بقيت من شهر ربيع الآخر.
وورد المأمون فيها بمصر في المحرّم، فأُتيَ بعبدوس الفهريّ فضرب عنقه، وانصرف إلى الشام (?).
وفيها قتل المأمون ابني هشام عليًّا وحُسينًا بأذَنَة في جمادى الأولى (?).
وكان سبب ذلك، أنّ المأمون لِلّذي بلغه من سوء سيرته في أهل عمله الذي كان المأمون ولّاه - وكان ولّاه كُور الجبال - وقتلِه الرجال، وأخذِه الأموال؛ فوُجّه إليه عُجيف، فأراد أن يفتك به ويلحق ببابك، فظفر به عُجيف، فقدم به على المأمون، فأمر بضرب عنقه، فتولى قتله ابن الجليل. وتولّى ضربَ عُنُق الحسين محمد بن يوسف ابن أخيه بأذَنَة، يوم الأربعاء لأربع عشرة ليلة بقيتْ من جمادى الأولى، ثم بعث رأس عليّ بن هشام إلى بغداد وخُراسان، فطِيف به، ثم رُدّ إلى الشام والجزيرة فطِيف به كورةً كورةً، فقدم به إلى دمشق في ذي الحجة، ثم ذهب به إلى مصر، ثم ألقيَ بعد ذلك في البحر.
وذُكر أن المأمون لما قتل عليّ بن هشام، أمر أن يكتب رقعة وتُعلَّق على رأسه ليقرأها الناس؛ فكتب:
أما بعد، فإن أمير المؤمنين كان قد دعا عليّ بن هشام فيمن دعا من أهل