وحجّ بالناس في هذه السنة إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد، فدعا لأخيه بعد المأمون بولاية العهد (?).
وكان الحسن بن سهل كتب إلى عيسى بن يزيد الجُلُوديّ، وكان بالبصرة فوافى مكة في أصحابه، فشهد الموسم، ثم انصرف ومضى إبراهيم بن موسى إلى اليمن؛ وكان قد غلب عليها حمدويه بن عليّ بن عيسى بن ماهان.
* * *
ذكر الخبر عن سبب وفاته:
ذُكر أنّ المأمون شخص من سَرَخْس حتى صار إلى طُوس، فلما صار بها أقام بها عند قبر أبيه أيامًا. ثم إنّ عليّ بن موسى أكل عنبًا فأكثر منه، فمات فجأة؛ وذلك في آخر صفر، فأمر به المأمون فدفن عند قبر الرّشيد، وكتب في شهر ربيع الأول إلى الحسن بن سهل يعلمه أن عليّ بن موسى بن جعفر مات، ويعلمه ما دخل عليه من الغمّ والمصيبة بموته، وكتب إلى بني العباس والموالي وأهل بغداد يعلمهم موتَ عليّ بن موسى، وأنهم إنما نقَموا بيعته له من بعده؛ ويسألهم الدخول في طاعته. فكتبوا إليه وإلى الحسن جواب الكتاب بأغلظ ما يُكتَب به إلى أحد. وكان الذي صلّى على علي بن موسى المأمون.
* * *