كُوثى. وبلغ حُميدًا الخبر، فلم يعلم ابن يقطين حتى أتاه حُميد وأصحابه إلى كُوثى، فقاتلوه فهزموه، وقتلوا من أصحابه، وأسروا، وغرق منهم بشر كثير، وانتهب حميد وأصحابه ما كان حول كوثى من القُرى وأخذوا البقر والغنم والحمير وما قَدَروا عليه من حَلْي ومتاع وغير ذلك؛ ثم انصرف حتى النّيل، وراجع ابنُ يقطين، فأقام بنهر صَرصَر.

وفي محمد بن أبي خالد قال أبو الشدّاخ:

هَوَى خيلُ الأَبناء بعدَ محمَّدٍ ... وأَصْبحَ منها كاهِلُ العِزِّ أَخضَعَا

فلا تَشمَتُوا يا آلَ سهلٍ بموْتِه ... فإِنَّ لكم يومًا من الدهرِ مَصْرَعَا

وأحْصَى عيسى بن محمد بن أبي خالد ما كان في عسكره، فكانوا مائة ألف وخمسة وعشرين ألفًا بين فارس وراجل؛ فأعطى الفارس أربعين درهمًا، والرّاجل عشرين درهمًا (?).

ذكر خبر خروج المطوّعة للنكير على الفساق

وفي هذه السنة تجرّدت المطوّعة للنكير على الفساق ببغداد، ورئيسهم خالد الدريوش وسهل بن سلامة الأنصاريّ أبو حاتم من أهل خُراسان (?).

ذكر الخبر عن السبب الذي من أجله فعلت المطوّعة ما ذكرت:

كان السبب في ذلك أن فساق الحربيّة والشطار الذين كانوا ببغداد والكَرْخ آذوا الناس أذى شديدًا، وأظهروا الفسْق وقطع الطريق وأخذِ الغلمان والنساء علانيةً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015