أنفه، وديس بطنه، وسُحب من بين يديه. وقد تقدم الفضل بن سهل إلى الأعوان بالغلظِ عليه والتّشديد حتى حبس، فمكث في الحبس أيامًا، ثم دسوا إليه فقتلوه وقالوا له: إنه مات (?).
وفي هذه السنة هاج الشَّغْب ببغداد بين الحربيّة والحسن بن سهل.
ذُكر أنّ الحسن بن سهل كان بالمدائن حين شخص هرْثمة إلى خُراسان، ولم يزل مقيمًا بها إلى أن اتّصل بأهل بغداد والحربية ما صُنع به، فبعث الحسن بن سهل إلى عليّ بن هشام - وهو والي بغداد، من قبَله: أن أمطل الجندَ من الحربيَّة والبغداديين أرزاقَهم، ومنِّهم ولا تُعطهم. وقد كان الحسن قبل ذلك اتَّعدَهم أن يعطيَهم أرزاقهم، وكانت الحربيّة حين خرج هرثمة إلى خُراسان وثبوا وقالوا: لا نرضى حتى نطرد الحسن بن سهل عن بغداد؛ وكان من عمّاله بها محمد بن أبي خالد وأسد بن أبي الأسد، فوثبت الحربية عليهم فطردوهم، وصيّروا إسحاق بن موسى بن المهديّ خليفة للمأمون ببغداد؛ فاجتمع أهل الجانبين على