وكان عليّ بن أبي سعيد حين عبر أبو السرايا توجّه إليه، فلمّا فاته توجه إلى البصرة فافتتحها. والذي كان بالبصرة من الطالبيّين زيد بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب ومعه جماعة من أهل بيته، وهو الذي يقال له زيد النار - وإنما سمي زيد النار لكثرة ما حرّق من الدور بالبصرة من دور بني العباس وأتباعهم؛ وكان إذا أُتِيَ برجل من المسوّدة كانت عقوبته عنده أن يحرقه بالنار - وانتهبوا بالبصرة أموالًا، فأخذه عليّ بن أبي سعيد أسيرًا. وقيل إنه طلب الأمان فأمنه. وبعث عليّ بن أبي سعيد ممن كان معه من القواد عيسى بن يزيد الجُلوديّ وورقاء بن جَميل وحمدويه بن عليّ بن عيسى بن ماهان وهارون بن المسيّب إلى مكة والمدينة واليمن، وأمرهم بمحاربة مَنْ بها من الطالبيين. وقال التميميّ في قتل الحسن بن سهل أبا السرايا:
أَلم ترَ ضَرْبةَ الحَسَنِ بن سهْلٍ ... بسيفِكَ يا أَميرَ المُؤْمنينَا
أَدَارت مَرْوَ رأْسَ أَبي السرايا ... وأَبقت عِبْرَةً للعابرينا
وبعث الحسن بن سهل محمد بن محمد حين قتل أبو السرايا إلى المأمون بخراسان (?).
* * *
وفي هذه السنة خرج إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب باليمن.