أمره، وفقد ما كان عنده، وطلب الناس الأرزاق، فقال يومًا وقد ضجر مما يرد عليه: وددت أن الله عز وجل قتل الفريقين جميعًا، وأراح الناس منهم؛ فما منهم إلا عدو ممن معنا وممن علينا؛ أما هؤلاء فيريدون مالي؛ وأما أولئك فيريدون نفسي. وذكرت أبياتًا قيل إنه قالها:
تَفَرَّقُوا وَدَعونِي ... يَا مَعْشَرَ الأَعْوَانِ
فكُلُّكُمْ ذُو وُجوهٍ ... كَخلقة الإِنسان
وما أَرى غيرَ إفكٍ ... وتُرَّهاتِ الأَمانِي
ولستُ أَملك شيئًا ... فسائِلوا خُزّانى
فالويلُ لي ما دهاني ... من ساكنِ البُستانِ
قال: وضعف أمر محمد، وانتشر جنده وارتاع في عسكره، وأحس من طاهر بالعلو عليه وبالظفر به (?).
* * *
وحج بالناس في هذه السنة العباس بن موسى بن عيسى بتوجيه طاهر إياه على الموسم بأمر المأمون بذلك (?).
وكان على مكة في هذه السنة داود بن عيسى.