حتى انهزموا، وأخذ طاهر ذات اليسار إلى نهر صرصر، فعقد بها جسرًا ونزلها (?).

* * *

[ذكر خبر خلع داود بن عيسى الأمين]

وفي هذه السنة خلع داود بن عيسى عاملُ مكة والمدينة محمدًا - وهو عامله يومئذ عليهما - وبايع للمأمون، وأخذ البيعة بهما على الناس له؛ وكتب بذلك إلى طاهر والمأمون؛ ثم خرج بنفسه إلى المأمون.

ذكر الخبر عن ذلك وكيف جرى الأمر فيه:

ذُكر أنّ الأمين لما أفضت الخلافة إليه، بعث إلى مكة والمدينة داود بن عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ بن عبد الله بن عباس، وعزل عامل الرّشيد على مكة؛ وكان عاملُه عليها محمد بن عبد الرحمن بن محمد المخزوميّ، وكان إليه الصلاة بها وأحداثها والقضاء بين أهلها؛ فعُزل محمد عن ذلك كلِّه بداود بن عيسى؛ سوى القضاء فإنه أقرّه على القضاء. فأقام داود واليًا على مكة والمدينة لمحمد، وأقام للناس أيضًا الحجّ سنة ثلاث وأربع وخمس وتسعين ومائة، فلمّا دخلت سنة ست وتسعين ومائة، بلغه خلع عبد الله المأمون أخاه، وما كان فحل طاهر بقوّاد محمد، وقد كان محمد كتب إلى داود بن عيسى يأمره بخلع عبد الله المأمون والبيعة لابنه موسى، وبعث محمد إلى الكتابين اللذيْن كان الرّشيد كتبهما وعلّقهما في الكعبة فأخذهما، فلما فعل ذلك جمع داود حَجَبة الكعبة والقرشيِين والفقهاء ومَنْ كان شهد على ما في الكتابيْن من الشهود - وكان داود أحدَهم - فقال داود: قد علمتم ما أخَذَ علينا وعليكم الرشيد من العهد والميثاق

طور بواسطة نورين ميديا © 2015