وأقبل نصر بن شبث في الزّواقيل على فرس كُمَيت أغرّ، عليه درّاعة سوداء قد ربطها خَلْف ظهره، وفي يده رُمح وترْس، وهو يقول:
فُرْسانَ قَيْسٍ أصْمُدُنّ للموت ... لا تُرْهِبُني عَن لِقاء الفَوتْ
* دَعى التَّمَنِّي بِعَسَى وَلَيْتْ *
ثم حمل هو وأصحابُه، فقاتل قتالًا شديدًا، فصبر لهم الجند، وكثر القتل في الزّواقيل، وحملت الأبناء حملاتٍ، في كلِّها يقتلون ويجرحون، وكان أكثر القتل والبلاء في تلك الدفعة لكثير بن قادرة وأبي الفيل وداود بن موسى بن عيسى الخُراساني، وانهزمت الزواقيل، وكان على حاميتهم يومئذ نصر بن شبث وعمرو السلميّ والعباس بن زفر (?).
وتوفِّيَ في هذه السنة عبد الملك بن صالح.
وفي هذه السنة خُلع محمد بن هارون، وأخِذت عليه البيعة لأخيه عبد الله المأمون ببغداد.
وفيها حُبس محمد بن هارون في قصر أبي جعفر مع أم جعفر بنت جحفر بن أبي جعفر.
* ذكر الخبر عن سبب خلعه:
ذُكر عن داود بن سليمان أنّ عبد الملك بن صالح لما تُوُفِّيَ بالرّقة، نادى الحسين بن عليّ بن عيسى بن ماهان في الجند، فصيّر الرّجَالة في السفن