نُعيم بن حازم، وولّى الحسن بن سهل ديوان الخراج (?).
* * *
وفي هذه السنة ولّي محمد بن هارون عبد الملك بن صالح بن عليّ على الشام وأمره بالخروج إليها، وفرض له من رجالها جنودًا يقاتل بها طاهرًا وهرثمة (?).
* ذكر الخبر عن سبب توليته ذلك:
ذكر داود بن سليمان أنّ طاهرًا لما قويَ واستعلى أمرُه، وهَزَمَ مَن هزم من قوّاد محمد وجيوشه، دخل عبد الملك بن صالح على محمد - وكان عبد الملك محبوسًا في حبس الرشيد، فلما تُوُفِّيَ الرشيد، وأفضى الأمر إلى محمد أمر بتخلية سبيله، وذلك في ذي القعدة سنة ست وتسعين ومائة، فكان عبد الملك يشكر ذلك لمحمد، ويوجب به على نفسه طاعته ونصيحته - فقال: يا أمير المؤمنين، إنّي أرى الناس قد طمعوا فيك وأهل العسكرين قد اعتمدوا ذلك، وقد بذلتَ سماحتك، فإن أتممت على أمرك أفسدتهم وأبطرتهم، وإن كففت أمرك عن العطاء والبذل أسخطتَهم وأغضبتَهم، وليس تُملك الجنود بالإمساك، ولا يبقى ثبوت الأموال على الإنفاق والسرف، ومع هذا فإن جندك قد رعِبتْهم الهزائم، ونهكتْهم وأضعفتهم الحرب والوقائع، وامتلأت قلوبهم هيبة لعدوّهم، ونكولًا عن لقائهم ومناهضتهم، فإن سيّرتهم إلى طاهر غلب بقليل مَنْ معه كثيرَهم، وهزم بقوّة نيّتِه ضَعْف نصائحهم ونيّاتهم، وأهلُ الشام