فقال: أيها الأمير، أنظرني في يومي هذا أغدُ عليك برأي، فبات يدبّر الرأي ليلتَه، فلما أصبح غدًا عليه، فأعلمه أنه نظر في النّجوم فرأى أنه سيغلبه، وأنّ العاقبة له. فأقام عبد الله بموضعه، ووطّن نفسه على محاربة محمد ومناجزته (?) فلمّا فرغ عبد الله مما أراد إحكامَه من أمر خراسان، كتب إلى محمد:

لعبد الله محمد أمير المؤمنين من عبد الله بن هارون، أما بعد، فقد وصل إليّ كتاب أمير المؤمنين، وإنما أنا عامل من عمَالِه وعون من أعوانه، أمرني الرّشيد صلوات الله عليه بلزوم هذا الثَّغْر، ومكايدة من كايد أهله من عدوّ أمير المؤمنين، ولعمري إن مقامي به، أردّ على أمير المؤمنين وأعظم غناءً عن المسلمين من الشخوص إلى أمير المؤمنين، وإن كنتُ مغتبطًا بقربه، مسرورًا بمشاهدة نعمة الله عنده، فإن رأى أن يقرّني على عملي، ويعفيَني من الشخوص إليه، فعل إن شاء الله. والسلام.

ثم دعا العباس بن موسى وعيسى بن جعفر ومحمدًا وصالحًا، فدفع الكتاب إليهم، وأحسن إليهم في جوائزهم، وحمل إلى محمد ما تهيّأ له من ألطاف خراسان، وسألهم أن يحسِّنوا أمره عنده، وأن يقوموا بعذره (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015