والزم الطريق الأعظم، ولا تَعدُوَنّ المراحل، فإن ذلك أرفق بك. ومر أسدَ بن يزيد أن يتخيَّرَ رجلًا من أهل بيته أو قوّاده، فيصير إلى مقدمته ثم يصير أمامه لتهيئة المنازل، أو بعض الطريق، فإن لم يحضرك في عسكرك بعضُ من سَمّيتُ، فاختر لمواضعهم مَنْ تثق بطاعته ونصيحته وهيبته عند العوامّ، فإنّ ذلك لن يُعوِزَك من قوّادك، وأنصارك إن شاء الله. وإيّاك أن تنفذ رأيًا أو تُبرم أمرًا إلا برأي شيخك وبقية آبائك الفضل بن الربيع، وأقرر جميعَ الخدم على ما في أيديهم من الأموال والسلاح والخزائن وغير ذلك، ولا تخرجنّ أحدًا منهم من ضِمْن ما يلي إلى أن تُقدم عليّ.
وقد أوصيتُ بكر بن المعتمر بما سيبلِّغكه، واعمل في ذلك بقدر ما تشاهد وترى، وإن أمرتَ لأهل العسكر بعطاء أو رزق، فليكن الفضل بن الربيع المتولِّيَ لإعطائهم على دواوين يتخذها لنفسه، بمحضر من أصحاب الدواوين، فإنّ الفضل بن الربيع لم يزل يتقلّد مثل ذلك لمهمّات الأمور. وأنفذ إليّ عند وصول كتابي هذا إليك إسماعيل بن صَبِيح وبكر بن المعتمر على مركبيهما من البريد، ولا يكون لك عَرْجة ولا مُهلة بموضعك الذي أنت فيه حتى توجّه إليّ بعسكرك بما فيه من الأموال والخزائن إن شاء الله. أخوك يستدفع الله عنك، ويسأله لك حسن التأييد برحمته.
وكتب بكر بن المعتمر بين يديّ وإملائي في شوال سنة ثنتين وتسعين ومائة (?).
وخرج رجاء الخادم بالخاتم والقضيب والبُردة، وبنعْي هارون حين دفن حتى قدم بغداد ليلة الخميس - وقيل يوم الأربعاء - فكان من الخبر ما قد ذكرت قبل (?).
وقيل: إنّ نعي الرشيد لما ورد بغداد صعد إسحاق بن عيسى بن عليّ المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أعظم الناس رزيئةً، وأحسن الناس بقيّة