وفيها شَرِيَ بخُراسان حمزة بن أترك السجستانيّ (?).
* * *
فمما كان فيها من ذلك، العصبيّة التي هاجت بالشأم بين أهلها (?).
* ذكر الخبر عما صار إليه أمرها:
ذُكر أن هذه العصبيَّة لما حدثت بالشأم بين أهلها، وتفاقم أمرُها، اغتمّ بذلك من أمرهم الرّشيد، فعقد لجعفر بن يحيى على الشأم، وقال له: إما أن تخرج أنت أو أخرج أنا، فقال له جعفر: بل أقِيك بنفسي؛ فشخص في جِلَّة القوّاد والكُراع والسِّلاح، وجعل على شُرَطه العباس بن محمد بن المسيّب بن زهير، وعلى حَرَسه شبيب بن حُميد بن قحطبة، فأتاهم فأصلح بينهم؛ وقتل زواقيلهم، والمتلصّصة منهم، ولم يَدَعْ بها رُمحًا ولا فرسًا، فعادوا إلى الأمن والطمأنينة؛ وأطفأ تلك النائرة، فقال منصور النمَريّ لما شخص جعفر:
لقَدْ أُوقِدَت بِالشأم نيران فِتْنَةٍ ... فهذَا أَوانُ الشأْمِ تُخْمدُ نارُها
إذا جاشَ مَوْجُ البحر مِنْ آل بَرْمكٍ ... عليها، خَبَتْ شُهْبانها وشَرَارُها
رماها أَميرُ المؤمنينَ بجعفرٍ ... وَفيهِ تَلاقَى صَدْعها وانجبارُها
رَماها بميمونِ النَّقيبةِ ماجد ... تَراضَى به قَحْطانُها وَنِزارُها