المسلمين ممّن كان بمكة: إنما أصابوا ما أصابوا في شعبان. وقالت يهود: تفاءل بذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: عمرو بن الحضرميّ قتله واقد بن عبد الله: "عمرو" عمرت الحرب، و"الحضرميّ" حضرت الحرب، و"واقد بن عبد الله" وقدت الحرب؛ فجعل الله عزّ وجلّ ذلك عليهم لا لهم.

فلمَّا أكثر الناس في ذلك أنزل الله عزّ وجلّ على رسوله - صلى الله عليه وسلم -: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ} [البقرة: 217]. فلمّا نزل القرآن بهذا من الأمر وفرَّج الله عن المسلمين ما كانوا فيه من الشَّفَق، قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العير والأسيرين.

وبعثَت إليه قريش في فداء عثمان بن عبد الله والحكَم بن كيسان، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نُفْدِيكموهما؛ حتى يَقدَم صاحبانا -يعني سعد بن أبي وقَّاص وعتبة بن غزوان- فإنَّا نخشاكم عليهما؛ فإن تقتلوهما نقتل صاحبيكم. فقدم سعد وعُتْبة، ففاداهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منهم؛ فأما الحكم بن كَيسان فأسلم فحسُن إسلامه، وأقام عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قتل يوم بئر مَعُونة شهيدًا (?). (2: 410/ 411 / 412/ 413).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015