من أهل شرَاف، دون واقصةَ بميلين من أهل المسجد الذي يدعى مسجد الموالي - فأتى ابن معقل فأخبره، فاتَّبعهم فأدركهم بخَفان - وهي على أربعة فراسخ من القادسيّة - فقتلهم أجمعين.

حدّثني إبراهيم بن سَلْم، قال: كان الفُراقصَة العجليّ قد همّ بالوثوب بالكوفة، فامتنع لمكان أبي جعفر ونزوله بها؛ وكان ابن ماعز الأسديّ يبايعُ لإبراهيم فيها سرًّا.

حدّثني عبد الله بن راشد بن يزيد، قال: سمعت إسماعيل بن موسى البَجَليّ وعيسى بن النَّضْر السُّمَّانيْنِ وغيرهما يخبرون أن غَزوان كان لآل القعقاع بن ضِرار، فاشتراه أبو جعفر، فقال له يومًا: يا أميرَ المؤمنين؛ هذه سفُن منحدرة من الموصل فيها مبيّضةٌ تريد إبراهيم بالبصرة، قال: فضمّ إليه جندًا، فلقيهم بباحَمشا بين بغداد والموصل فقتلهم أجمعين؛ وكانوا تجارًا فيهم جماعة من العُبّاد من أهل الخير وغيرهم، وفيهم رجل يُدعى أبا العرفان من آل شعيب السّمّان، فجعل يقول: ويلك يا غزوان! ألست تعرفني! أنا أبو العرفان جارك؛ إنما شخصتُ برقيق فبعتُهم؛ فلم يقبل وقتلهم أجمعين وبعث برؤوسهم إلى الكوفة، فنصِبت ما بين دار إسحاق الأزرق إلى جانب دار عيسى بن موسى إلى مدينة ابن هبيرة، قال أبو أحمد عبد الله بن راشد: فأنا رأيتها منصوبةً على كوم التراب.

قال: وحدّثنا أبو عليّ القَدّاح، قال: حدّثني داود بن سليمان ونيبخت وجماعة من القدّاحين، قالوا: كنّا بالموصل وبها حرْب الراونديّ رابطة في ألفين، لمكان الخوارج بالجزيرة، فأتاه كتاب أبي جعفر يأمره بالقفل إليه؛ فشخص؛ فلما كان بباحَمْشا اعترض له أهلها، وقالوا: لا نَدَعُك تجوزنا لتنصر أبا جعفر على إبراهيم، فقال لهم: ويحكم! إني لا أريد بكم سوءًا؛ إنما أنا مارٌّ دعوني، قالوا: لا والله لا تجوزنا أبدًا، فقاتلهم فأبارهم، وحَمل منهم خمسمئة رأس، فقدم بها على أبي جعفر، وقصّ عليه قصتهم. قال أبو جعفر: هذا أوّل الفتح. [7/ 631 - 633].

قال أبو عمر الحوضيّ: جعل أصحاب إبراهيم ينادون سفيان وهو محصور: اذكر بيعتَك في دار المخزوميّين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015