لي بهم! قال: اكتب إلى عاملك عليها يحمل إليك في كلّ يوم عشرة على البريد؛ قال: فكتب بذلك أبو جعفر إلى الشأم.
قال عمر بن حفص: فإنّي لأذكر أبي يعطى الجندَ حينئذ، وأنا أمسك له المصباح، وهو يعطيهم ليلًا، وأنا يومئذ غلام شاب.
قال: وحدّثني سَهلُ بن عَقِيل، قال: أخبرني سَلْم بن فرقد، قال: لما أشار جعفر بن حنظلة على أبي جعفر بحدر جند الشأم إليه، كانوا يقدمون أرسالًا؛ بعضهم على أثر بعض؛ وكان يريد أن يروّع بهم أهل الكوفة؛ فإذا جنَّهم الليل في عسكره أمرهم فرجعوا منكبين عن الطريق، فإذا أصبحوا دخلوا، فلا يشكُّ أهل الكوفة أنهم جند آخرون سوى الأوّلين.
حدّثني عبد الحميد - وكان من خَدَم أبي العباس - قال: كان محمد بن يزيد من قوّاد أبي جعفر؛ وكان له دابّةٌ شِهْريّ كُميَت، فربما مرّ بنا ونحن بالكوفة وهو راكبُه، قد ساوى رأسُه رأسَه، فوجّهه أبو جعفر إلى البصرة، فلم يزل بها حتى خرج إبراهيم فأخذه فحبسه.
حدثني سعيد بن نوح بن مجالد الضُّبَعيّ (?)، قال: وجّه أبو جعفر مجالدًا ومحمدًا ابني يزيد بن عمران من أهل أبيوَرْد قائديْن، فقدم مجالد قبل محمد، ثم قدم محمد في الليلة التي خرج فيها إبراهيم، فثبّطهما سُفيان وحبسهما عنده في دار الإمارة حتى ظهر إبراهيم فأخذهما، فقيَّدهما؛ ووجّه أبو جعفر معهما قائدًا من عَبْد القيس يدعى معَمرًا.
حدّثني يونس بن نجدة، قال: قدم على سفيان مجالدُ بن يزيد الضُّبعيّ من قِبَل أبي جعفر في ألْف وخمسمئة فارس وخمسمئة راجل.
حدّثني سعيد بن الحسن بن تَسنيم بن الحوارَى بن زياد بن عمرو بن الأشرف، قال: سمعتُ من لا أحصي من أصحابنا يذكرون أن أبا جعفر شاور في أمر إبراهيم، فقيل له: إن أهل الكوفة له شيعة، والكوفة قِدْر تفُور؛ أنت طَبقُها، فاخرج حتى تنزلها، ففعل.