أبو جعفر: غَمُضَ عليّ أمر إبراهيم لمّا اشتملت عليه طفوفُ البصرة.
قال: وحدثني محمد بن مسْعر بن العلاء، قال: لما قدم إبراهيم البَصْرة، دعا الناس، فأجابه مربي بن عمر بن موسى بن عبد الله بن خازم، ثم ذهب بإبراهيم إلى النّضر بن إسحاق بن عبد الله بن خازم مختفيًا، فقال للنضر بن إسحاق: هذا رسول إبراهيم، فكلّمه إبراهيم ودعاه إلى الخروج، فقال له النّضر: يا هذا، كيف أبايع صاحبك وقد عَنَد جدّي عبد الله بن خازم عن جده عليّ بن أبي طالب، وكان عليه فيمن خالفه، فقال له إبراهيم: دع سيرة الآباء عنك ومذاهبَهم؛ فإنما هو الدّين؛ وأنا أدعوك إلى حقّ. قال: إني والله ما ذكرتُ لك ما ذكرتُ إلا مازحًا، وما ذاك الذي يمنعني من نُصرة صاحبك، ولكني لا أرى القتال ولا أدينُ به، قال: وانصرف إبراهيم، وتخلّف موسى، فقال: هذا والله إبراهيم نفسه، قال: فبئس لعمر الله ما صنعتَ! لو كنتَ أعلمتني كلَّمتُه غير هذا الكلام!
قال: وحدّثني نصر بن قديد، قال: دعا إبراهيم الناس وهو في دار أبي فَرْوة فكان أوّل مَنْ بايعه نُمَيلة بن مرّة وعفو الله بن سفيان وعبد الواحد بن زياد وعمر بن سلمة الهجيميّ وعبيد الله بن يحيى بن حُضَين الرّقاشيّ، وندبوا الناس له، فأجاب بعدهم فتيانٌ من العرب؛ منهم المغيرة بن الفزع وأشباهٌ له؛ حتى ظنوا أنه قد أحصى ديوانه أربعة آلاف؛ وشهر أمرُه، فقالوا: لو تحوّلت إلى وسط البصرة أتاك مَن أتاك وهو مُريح؛ فتحوّل ونزل دار أبي مروان مولى بني سليم - رجل من أهل نيسابور.
قال: وحدثني يونس بن نجدة؛ قال: كان إبراهيم نازلًا في بني راسب على عبد الرحمن بن حرب؛ فخرج من داره في جماعة من أصحابه؛ منهم عفو الله بن سفيان وبُرْد بن لبيد؛ أحد بني يَشْكر، والمضَاء التغلَبيّ والطُّهَويّ والمغيرة بن الفزع ونُميَلة بن مرّة ويحيى بن عمرو الهُمانيّ، فمرّوا على جُفرة (?) بني عَقِيل حتى خرجوا على الطُّفاوة، ثم مرّوا على دار كرزم ونافع إبليس، حتى دخلوا دار أبي مروان في مقبرة بني يَشْكر.