وفيها ولَّى أبو جعفر عبدَ الجبار بن عبد الرحمن خراسان فقدمها، فأخذ بها ناسًا من القوّاد ذُكِر أنه اتهمهم بالدعاء إلى ولد عليّ بن أبي طالب؛ منهم مجاشع بن حريث الأنصاريّ صاحب بخارى وأبو المغيرة، مولى بني تميم واسمه خالد بن كثير وهو صاحب قوهستان، والحَريش بن محمد الذّهليّ، ابن عمّ داود، فقتلهم، وحبس الجنيد بن خالد بن هريم التغلَبيّ ومعبد بن الخليل المزنيّ بعدما ضربهما ضربًا مبرّحًا، وحبس عدّة من وجوه قوّاد أهل خراسان، وألحّ على استخراج ما على عمال أبي داود من بقايا الأموال. [7/ 503].
ولما قدم أبو جعفر بيت المقدس صلّى في مسجدها، ثم سلك الشأم منصرفًا حتى انتهى إلى الرَّقة، فنزلها، فأتي بمنصور بن جَعْونة بن الحارث العامريّ، من بني عامر بن صعصعة، فقتله، ثم شخص منها، فسلك الفرات حتى أتى الهاشميّة، هاشميّة الكوفة [7/ 504].
فمن ذلك خروج الراونديّة، وقد قال بعضهم: كان أمر الراونديّة وأمر أبي جعفر الذي أنا ذاكره، في سنة سبع وثلاثين ومئة أو ستّ وثلاثين ومئة.
* ذكر الخبر عن أمرهم وأمر أبي جعفر المنصور معهم:
والرّاوندية قوم - فيما ذُكِر عن عليّ بن محمد. - كانوا من أهل خُراسان على رأي أبي مسلم صاحب دعوة بني هاشم، يقولون - فيما زعم - بتناسخ الأرواح، ويزعمون أن روح آدم في عثمان بن نَهِيك، وأن ربّهم الذي بطعمهم ويسقيهم هو أبو جعفر المنصور، وأن الهيثم بن معاوية جبرئيل (?).