أبي محمد ومَن كان في حبسه من المحبَّسين.
وذكر عمر أن عبد الله بن كثير العبديّ، حدّثه عن عليّ بن موسى، عن أبيه، قال: هدم مروان على إبراهيم بن محمد بيتًا فقتله.
قال عمرو: وحدثني محمد بن معروف بن سويد، قال: حدثني أبي عن المهلهل بن صفوان - قال عمر: ثم حدّثني المفضّل بن جعفر بن سليمان بعده، قال: حدّثي المهلهل بن صفوان - قال: كنتُ أخدم إبراهيم بن محمد في الحبس؛ وكان معه في الحبس عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وشراحيل بن مسلمة بن عبد الملك فكانوا يتزاورون، وخصّ الذي بين إبراهيم وشَراحيل فأتاه رسوله يومًا بلبن، فقال: يقول لك أخوك: إنّي شربتُ من هذا اللبن فاستطبتُه فأحببتُ أن تشربَ منه، فتناوله فشرب فتوصّب من ساعته وتكسر جسده (?)، وكان يومًا يأتي فيه شراحيل، فأبطأ عليه، فأرسل إليه: جُعِلت فداك! قد أبطأت فما حبسك؟ فأرسل إليه: إني لما شربت اللبن الذي أرسلته إليّ أخلفني، فأتاه شراحيل مذعورًا وقال: لا والله الذي لا إله إلا هو؛ ما شرِبْتُ اليوم لبنًا، ولا أرسلت به إليك، فإنا لله وإنا إليه راجعون! احتيل لك والله، قال: فوالله ما بات إلّا ليلته وأصبح من غد ميتًا؛ فقال إبراهيم بن عليّ بن سلمة بن عامر بن هرمة بن هذيل بن الربيع بن عامر بن صبيح بن عديّ بن قيس - وقيس هو ابن الحارث بن فهر - يرثيه (?):
قد كنتُ أحسِبُني جَلدًا فَضعْضَعَني ... قبرٌ بحَرَّانَ فيه عِصْمَةُ الدينِ
فيه الإِمامُ وخيرُ الناس كلِّهمُ ... بين الصفائح والأَحجار والطينِ
فيه الإِمامُ الذي عَمَّتْ مُصيبتُه ... وعَيَّلَتْ كلَّ ذي مال ومِسكينِ
فلا عفا الله عن مروانَ مظلمةً ... لكنْ عفا اللهُ عمَّن قال آمين
[7/ 437 - 436].