فاسكن نسكن. قال: فأبى فقاتلهم حتى قتلهم (?) [7/ 399].
قال أبو جعفر: وفي هذه السنة غزا الصَّائفة - فيما ذكر - الوليد بن هشام، فنزل العمق، وبنى حصن مَرْعش.
وفيها وقع الطاعون بالبصرة (?).
وفي هذه السنة قتل قحطبة بن شبيب من أهل جرجان من قتل من أهلها؛ قيل: إنه قتل منهم زُهاء ثلاثين ألفًا؛ وذلك أنه بلغه - فيما ذكر - عن أهل جرجان أنه أجمع رأيهم بعد مقتل نباتة بن حنظلة على الخروج على قحطبة، فدخل قحطبة لما بلغه ذلك من أمرهم؛ واستعرضهم، فقتل منهم من ذكرت. ولما بلغ نصر بن سيار قتل قحطبة نباتة ومن قتل من أهل جرجان وهو بقومس، ارتحل حتى نزل خُوار الرّيّ [7/ 401].
قال عليّ: وأخبرنا المفضّل بن محمد الضبيّ، قال: لما لقي قحطبة ابنَ ضُبارة انهزم داود بن يزيد بن عمر، فسأل عنه عامر، فقيل: انهزم، فقال: لعن الله شرَّنا منقلبًا! وقاتل حتى قتل.
قال عليّ: وأخبرنا حفص بن شبيب، قال: حدّثني من شهد قحطبة وكان معه، قال: ما رأيتُ عسكرًا قطّ جمعَ ما جمع أهلُ الشأم بأصبهان من الخيل والسلاح والرقيق، كأنا افتتحنا مدينة؛ وأصبنا معهم ما لا يحصى من البرابط والطنابير والمزامير؛ ولقلّ بيت أو خِباء ندخله إلا أصبنا فيه زُكْرة أو زِقًّا من الخمر، فقال بعض الشعراء:
لما رَمَيْنَا مُضرًا بالقبّ ... قرْضَبَهُمْ قَحْطَبَةُ القِرْضَبِّ
يَدْعُونَ مَروانَ كَدَعْوَى الرَّبِّ (?)
[7/ 406].