إنا لله! خُدْعَةٌ من خُدَع الشيطان! هلك بنو مروان فتفرّق النّاس عن الوليد، فأتوا العباس وعبد العزيز وظاهر الوليد بين دِرْعين، وأتوه بفرسيْه: السنديّ والزّائد، فقاتلهم قتالًا شديدًا، فناداهم رجل: اقتلوا عدوّ الله قِتْلةَ قوم لوط، ارموه بالحجارة (?).

فلما سمع ذلك دخل القصر، وأغلق الباب، وأحاط عبد العزيز وأصحابه بالقصر، فدنا الوليد من الباب، فقال: أمَا فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلّمه! فقال له يزيد بن عنبسة السَّكسكيّ: كلمني، قال له: من أنت؟ قال: أنا يزيد بن عنبسة، قال: يا أخا السكاسك؛ ألم أزِدْ في أعطياتكم! ألم أرفع المؤَن عنكم! ألم أعطِ فقراءكم! ألم أخدم زَمْنَاكم! فقال: إنا ما ننقم عليكَ في أنفسنا، ولكن ننقِم عليك في انتهاك ما حَرّم الله وشُرْب الخمر ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفَافك بأمر الله؛ قال: حسبُك يا أخا السكاسك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت؛ وإن فيما أحِلّ لي لسعةً عمّا ذكرت. ورجع إلى الدار فجلس وأخذ مصحفًا، وقال: يوْمٌ كيوم (?) عثمان؛ ونشر المصحف يقرأ، فَعَلُوا الحائط، فكان أوّل من علا الحائط يزيد بن عنبسة السَّكْسَكيّ، فنزل إليه وسيف الوليد إلى جَنْبه، فقال له يزيد: نحّ سيفك، فقال له الوليد: لو أردتُ السيف لكانتْ لي ولك حالة فيهم (?) غير هذه، فأخذ بيد الوليد؛ وهو (?) يريد أن يحبسه ويؤامرَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015