6 - قال أبو جعفر: وكانت الأمم تتحدّث بمبعثه وتخبر علماء كلّ أمة منها قومها بذلك؛ وقد حَدّثني الحارث، قال: حدَّثنا محمد بن سعد، قال: أخبرنا محمد بن عمر، قال: حَدّثني عليّ بن عيسى الحكميّ، عن أبيه، عن عامر بن ربيعة، قال: سمعت زيد بن عمرو بن نُفيل يقول: أنا أنتظر نبيًّا من ولد إسماعيل، ثم من بني عبد المطّلب ولا أراني أدركه؛ وأنا أؤمن به وأصدّقه، وأشهد أنه نبيّ، فإن طالت بك مدّة فرأيته، فأقرئه منِّي السلام، وسأخبرك ما نَعْتُه حتى لا يخفى عليك! قلت: هَلمّ، قال: هو رجل ليس بالقصير ولا بالطويل، ولا بكثير الشعر ولا بقليله، وليست تفارق عينيه حمرة، وخاتم النبوّة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولدهُ ومبعثه، ثم يخرِجه قومه منها، ويكرَهون ما جاء به، حتى يهاجرَ إلى يثرب فيظهرُ أمرُه؛ فإيّاك أن تُخدَعَ عنه، فإنّي طُفْت البلادَ كُلّها أطلب دين إبراهيم، فكلّ من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون: هذا الدّين وراءك، وينعتونه مثل ما نعتهُ لك؛ ويقولون: لم يبق نبيٌّ غيره.

قال عامر: فلمّا أسلمت أخبرتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قول زيد بن عمرو وأقرأته منه السّلام، فردّ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ وترحّم عليه، وقال: قد رأيتُه في الجنّة يسحب ذيولًا (?). (2: 295/ 296).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015