خَيَّبَ اللهُ سَعْيَ أَوفَى بنِ حِصنٍ ... حين أَضْحَى فَرُّوجَةَ الرَّقَاءِ
قادَهُ الحَيْنُ والشقاءُ إلى لَيْـ ... ـثِ عَرِينٍ وحَيَّةٍ صَمّاءِ
قال: ولما قدم زياد الكوفةَ؛ أتاه عُمَارة بن عُقبة بن أبي مُعَيط، فقال: إنّ عمرو بن الحَمِق يجتمع إليه من شيعة أبي تُراب، فقال له عمرو بن حُرَيث: ما يدعوك إلى رفع ما لا تيقَّنُه ولا تدري ما عاقبتُه! فقال زياد: كلاكما لم يُصِب، أنت حيث تكلمني في هذا علانيةً وعمرو حِينَ يردُّك عن كلامك، قُومَا إلى عمرو بن الحَمِق فقولا له: ما هذه الزُّرافات التي تجتمع عندك! من أرادك، أو أردتَ كلامَه ففي المسجد.
قال: ويقال: إنّ الذي رفع على عمرو بن الحَمِق، وقال له: قد أنْغَل المِصرَيْن يزيد بن رُوَيْم، فقال عمرو بن الحريث: ما كان قطّ أقبل على ما يَنفعه منه اليوم؛ فقال زياد ليزيدَ بن رُوَيم: أما أنت فقد أشطْت بدَمِه، وأما عمرو فقد حَقَن دمه، ولو علمت: أن مخّ ساقه قد سال من بغضي ماهِجته حتى يخرج عليّ.
واتخذ زيادٌ المقصورة حين حَصبه أهلُ الكوفة (?). (5: 235/ 236).
وولّى زياد حين شَخَص من البصرة إلى الكُوفة سَمُرة بن جُنْدب، فحدّثني عمر، قال: حدّثني إسحاق بن إدريس، قال: حدّثني محمد بن سليم، قال: سألت أنس بن سيرينَ: هِل كان سَمُرة قَتَل أحدًا؟ قال: وهل يُحصَى من قَتَل سَمُرة بن جندب! استخلفَه زيادٌ على البصرة، وأتى الكوفة، فجاء وقد قتل ثمانيةَ آلافٍ من الناس، فقال له: هل تخاف أن تكون قد قتلتَ أحدًا بريئًا؟ قال: لو قتلتُ إليهم مثلهم ما خشيتُ - أو كما قال (?). (5: 236/ 237).
حدّثني عمر، قال: حدّثني موسى بن إسماعيل، قال: حدّثنا نوح بن قيس، عن أشعث الحُدّانيّ، عن أبي سوّار العدويّ، قال: قتل سَمُرة من قومي في غَداةٍ سبعة وأربعين رجلًا قد جَمَع القرآن (?). (5: 237)