حدّثني أبو زيد، قال: حدّثنا عليّ، قال: أراد معاوية توجيهَ عتبة بن أبي سُفيان على البَصرة، فكلمه ابن عامر وقال: إنّ لي بها أموالًا وودائع، فإن لم توجّهني عليها ذهبتْ. فولّاه البصرة، فقَدِمها في آخر سنة إحدى وأربعين وإليه خُراسان وسجِستان، فاراد زيدَ بن جَبَلة على ولاية شرطته فأبى، فولّى حبيبَ بن شهاب الشاميّ شُرْطته - وقد قيل: قيس بن الهثيم السُّلميّ - واستقضى عميرة بن يَثربيّ الضَبيّ أخا عمرو بن يثربيّ الضّبيّ (?). (5: 170).
حدّثني أبو زيد، قال: حدّثنا عليّ بن محمد، قال: خرج في ولاية ابن عامر لمعاوية يزيدُ مالك الباهليّ، وهو الخَطيم - وإنما سمّي الخَطيم لضربة أصابتْه على وجهه - فخرج هو وسهمُ بن غالب الهجيميّ فأصبحوا عند الجسِر، فوجدوا عبادة بن قرص الليثيّ أحد بني بُجير - وكانت له صحبة - يصلي عند الجسر، فأنكروه فقتلوه، ثم سألوه الأمان بعد ذلك، فآمنهم ابنُ عامر، وكتب إلى معاوية: قد جعلت لهم ذمّتك. فكتب إليه معاوية: تلك ذمّةٌ لو أخفرتَها؛ لَسُئِلْتَ عنها، فلم يزالوا آمنين حتى عُزل ابن عامر (?). (5: 170/ 171).
وفي هذه السنة ولد عليّ بن عبد الله بن عباس وقيل: وُلد في سنة أربعين قبل أن يُقتل عليّ عليه السلام، وهذا قول الواقديّ.
وحجّ بالناس في هذه السنة عُتبة بن أبي سُفيان في قول أبي معشر، حدّثني بذلك أحمد بن ثابت عمّن حدّثه، عن إسحاق بن عيسى، عنه.
وأما الواقديّ فإنه ذكر عنه: أنه كان يقول: حجّ بالناس في هذه السنة - أعني سنة إحدى وأربعين - عَنْبَسة بن أبي سُفيْان (?). (5: 171).