وفي هذه السنة وجّه ابنُ عباس زيادًا عن أمر عليّ إلى فارسَ وكِرْمان عند منصرَفه من عند عليّ من الكُوفة إلى البَصرة.
ذكر سبب توجيهه إياه إلى فارس:
1199 - حدّثني عمر، قال: حدّثنا عليّ؛ قال: لما قتل ابن الحضْرميّ، واختلف الناسُ على عليّ؛ طَمِع أهلُ فارسَ، وأهلُ كَرمانَ في كسْر الخراج، فغلب أهلُ كل ناحية على ما يليهم، وأخرجوا عمّالَهم (?). (5: 137).
1200 - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو القاسم عن سَلَمة بن عثمان، عن عليّ بن كثير: أنّ عليًّا استشار الناسَ في رجُل يولّيه فارسَ حين امتنعوا من أداء الخراج، فقال له جارية بن قدامة: ألا أدلّك يا أميرَ المؤمنين على رجل صليب الرأي، عالم بالسياسة، كافٍ لِمَا وليَ؟ قال: مَن هو؟ قال: زياد؛ قال: هو لها؛ فولّاه فارسَ، وكِرْمان، ووجّهه في أربعة آلاف، فدوّخ تلك البلادَ؛ حتى استقاموا (?). (5: 137).
1201 - حدّثني عمر، قال: حدّثنا أبو الحسن عن عليّ بن مجاهد، قال: قال الشعبيّ: لما انتقَض أهلُ الجبال، وطمع أهلُ الخراج في كسره، وأخرَجوا سهلَ بن حنيف من فارسَ - وكان عاملًا عليها لعليّ - قال ابن عباس لعليّ: أكفيكَ فارسَ! فقدم ابنُ عباس البَصرة، ووجّه زيادًا إلى فارسَ في جمع كثير، فوطِئ بهم أهلَ فارس، فأدَّوا الخَراج (?). (5: 137).
1202 - حدّثني عمر، قال: حدّثني أبو الحسن عن أيّوب بن موسى، قال: حدّثني شيخٌ من أهل إصْطَخْر قال: سمعتُ أبي يقول: أدركتُ زيادًا وهو أميرٌ على فارسَ وهي تَضرَم نارًا، فلم يزل بالمُداراة؛ حتى عادوا إلى ما كانوا عليه من الطّاعة والاستقامة، لم يقفْ موقفًا للحرب، وكان أهل فارسَ يقولون: ما رأيْنا