قديمها وحديثها إسناد موصول. إنما هو صحف في أيديهم وقد خلطوا بكتبهم أخبارهم (?).
وقال الإمام اللكنوي (?): "فهذه العبارات بصراحتها أو بأشارتها تدلُّ على أنه لا بدَّ من الإسناد في كل أمرٍ من أمور الدين، وعليه الاعتماد، أعمُّ من أن يكون ذلك الأمرُ من قبيل الأخبار النبوية، أو الأحكام الشرعية، أو المناقب والفضائل، والمغازي والسير والفواضل، وغير ذلك من الأمور التي لها تعلُّقٌ بالدين المتين والشرع المبين، فشيء من هذه الأمور لا ينبغي عليه الاعتماد ما لم يتأكد بالإسناد لا سيما بعد القرون المشهود لهم بالخير" اهـ.
وإن تأريخ الإمام الطبري من أوسع المصادر التأريخية المتقدمة وأكثرها اعتناءً بالإسناد، إلا أن الطبري رحمه الله اعتمد في تأريخ حروب الردة وفتوح الشام والعراق ومجريات الأحداث في هذا العهد - عهد الخلفاء الراشدين - على مرويات سيف بن عمر التميمي وبكثرة، وكذلك اعتمد مرويات أبي مخنف، ومعلوم أن أئمة الجرح والتعديل أجمعوا على تضعيف أبي مخنف (?).
قال ابن حبان: "رافضي يشتم الصحابة ويروي بالموضوعات عن الثقات" "لسان الميزان" (4/ 366).
وقال ابن عدي في "الكامل" (6/ 2110): "حدَّث بأخبار من تقدم من السلف الصالحين، ولا يبعد منه أن يتناولهم وهو شيعي محترق صاحب أخبارهم.
وقال أبو حاتم في "الجرح والتعديل" (7/ 182): "متروك الحديث". قلنا: ولذلك وضعنا معظم روايات أبي مخنف في قسم الضعيف هذا.
وبينا ما في متونها من نكارة، ولم نجد له إلا روايات قليلة جدًّا توافق ما رواه الثقات، ولم نُطل كثيرًا في نقد رواياته فقد كفانا الأستاذ يحيى اليحيى ذلك في