فقالوا: يا رسول الله! إنا قد بنينا مسجدًا لذي العلّة والحاجة والليلة المَطِيرة والليلة الشاتية؛ وإنا نحبّ أن تأتيَنا فتصلَّي لنا فيه. فقال: إني على جَنَاح سَفرٍ، وحال شغل -أو كما قال رسول الله- ولو قدمنا إن شاء الله أتيناكم فصلَّينا لكم فيه. فلما نزل بذي أوَان أتاه خبرُ المسجد، فدعا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مالكَ بن الدُّخشُم، أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عديّ -أو أخاه عاصم بن عديّ أخا بني العَجْلان- فقال: انطلقا إلى المسجد الظالم أهلُه فاهدِماه وحرِّقاه؛ فخرجا سريعين حتى أتيا بني سالم بن عوف؛ وهم رهط مالك بن الدُّخشُم، فقال مالك لمعن: أنظرْني حتى أخرج إليك بنارٍ من أهلي، فدخل إلى أهله، فأخذ سَعَفًا من النّخل، فأشعل فيه نارًا، ثم خرجا يشتدّان حتى دخلا المسجد وفيه أهله، فحرّقاه وهَدماه، وتفرّقوا عنه، ونزل فيهم من القرآن ما نزل: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَينَ الْمُؤْمِنِينَ}، إلى آخر القصة (?). (3: 110).

368 - وكان الذين بنوه اثني عشر رجلًا: خذام بن خالد، من بني عُبَيد بن زيد؛ أحد بني عمرو بن عوف - ومن داره أخرج مسجد الشقاق - وثعلبة بن حاطب من بني عبيد - وهو إلى بني أمية بن زيد - ومُعَتِّب بن قُشَير من بني ضُبَيعة بن زيد، وأبو حَبيبة بن الأزعر من بني ضُبيعة بن زيد، وعئاد بن حُنيف؛ أخو سهل بن حُنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر، وابناه مجمّع بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015