حدَّثني عبد الله بن أبي بكر، قال: كانت المقاسم على أموال خيبر على الشِّقّ ونَطَاة والكَتِيبَة؛ فكانت الشِّقُّ ونَطاة في سُهمان المسلمين، وكانت الكتيبةُ خمس الله عزّ وجلّ وخُمْس النبيّ - صلى الله عليه وسلم -؛ وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، وطُعْم أزواج النبيّ، وطعم رجال مَشَوْا بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين أهل فَدَك بالصُّلْح؛ منهم مُحَيِّصة بن مسعود، أعطاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - منها ثلاثين وَسْق شعير، وثلاثين وَسْق تمر. وقُسِمَتْ خيبر على أهل الحديبيَة؛ مَنْ شهد منهم خيبر ومن غاب عنها، ولم يَغِبْ عنها إلَّا جابر بن عبد الله بن حَرام الأنصاريّ، فقسم له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كسهم مَنْ حضرها (?). (3: 19).
278 - قال: ولما فرغ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من خَيبر قذف الله الرُّعب في قلوب أهل فَدَك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر؛ فبعثوا إلى رسول الله يُصَالحونه على النِّصف من فَدَك، فقدمتْ عليه رُسُلهم بخيبر أو بالطائف، وإمّا بعد ما قدِم المدينة. فقبل ذلك منهم؛ فكانت فَدَك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خاصّة، لأنه لم يُوجفْ عليها بخيل ولا ركاب (?). (3: 20).
قال الواقديّ: في هذه السنة ردّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينب ابنته على أبي العاص بن الربيع؛ وذلك في المحرّم.
279 - قال: وفيها قَدِمَ حاطبُ بن أبي بَلْتَعة من عند المُقَوْقس بمارية وأختها سيرين وبغلته دُلْدُل وحِمَاره يَعْفُور وكُسًا؛ وبعث معهما بخَصيّ فكان معهما، وكان حاطب قد دعاهما إلى الإسلام قبل أن يقدم بهما؛ فأسلمت هي وأختها، فأنزلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أمّ سلَيم بنت مِلْحان -وكانت ماريّة وضيئة- قال: فبعث النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بأختها سيرين إلى حسان بن ثابت، فولدت له عبد الرحمن بن حسان (?). (3: 21).