ولا تُدْخِلوا فيها مَهْر بَغِيٍّ، ولا بيع ربًا، ولا مظلمة أحدٍ من النّاس.
قال: والنّاسُ يَنحَلون هذا الكلامَ الوليد بن المغيرة. حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا محمّد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي نَجيح المكيّ: أنه حَدَّث عن عبد الله بن صفْوان بن أميّة بن خلف: أنه رأى ابنًا لجعْدةَ بن هُبَيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم يطوف بالبيت، فسأل عنه فقيل له: هذا ابنٌ لجَعْدة بن هُبَيرة، فقال عند ذلك عبد الله بن صفوان جَدّ هذا -يعني: أبا وهب الذي أخذ من الكعبة حجرًا حين اجتمعت قريش لهدمها، فوثب من يَدِه حتى رجع إلى موضعه، فقال عند ذلك: يا معشرَ قريش! لا تُدْخِلوا في بنيانها من كَسبْكم إلَّا طيّبًا، لا تُدْخِلوا فيها مَهْر بغيٍّ، ولا بيع ربًا، ولا مظلمة أحدٍ من الناس.
وأبو وهب خال أبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان شريفًا (?). (2: 286/ 287 / 288).
884 - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلَمة، قال: حدَّثنا محمّد بن إسحاق، قال: ثم إنّ قرَيشًا تجزّأت الكعبة، فكان شِقُّ الباب لبني عبد مناف، وزُهرة، وكان ما بين الرُّكن الأسود والرّكْن اليمانيّ لبني مخزوم، وتيم، وقبائلَ من قريش، ضُمّوا إليهم، وكان ظهر الكعبة لبني جُمَح، وبني سَهْم، وكان شقُّ الحِجْر - وهو الحطيم - لبني عبد الدّار بن قصيّ، ولبني أسد بن عبد العُزّى بن قصيّ، وبني عديّ بن كعب (?). (2: 288).
885 - ثم إنّ النّاس هابوا هَدْمَها وفرِقوا منه، فقال الوليد بن المغيرة: أنا أبدؤكم في هدمها، فأخذ المِعْوَل ثم قام عليها، وهو يقول: اللهمّ لم تُرَعْ! اللهمّ لا نريد إلَّا الخير! ثم هَدَم من ناحية الرُّكْنين، فتربّص النّاس به تلك اللّيلة، وقالوا: ننظر؛ فإن أصيبَ أنهدمْ منها شيئًا؛ ورددْناها كما كانت؛ وإن لم يصبه شيءٌ فقد رضِيَ الله ما صنعنا هَدَمْنا.
فأصبح الوليد من ليلته غاديًا على عمله، فهدم والنّاس معه؛ حتى انتهى