ذكر ابتلاء الله إبراهيم بكلمات

فلما عرف الله تعالى من إبراهيم الصبرَ على كلِّ ما ابتلاه به، والقيام بكلِّ ما ألزمه من فرائضه، وإيثاره طاعته على كلِّ شيء سواها، اتخذه خليلًا، وجعلَه لمن بعده من خلقه إمامًا، واصطفاه إلى خلقه رسولًا، وجعل في ذرِّيته النبوةَ والكتاب والرسالة، وخَصَّهم بالكتب المنزلة، والحِكَم البالغة، وجعل منهم الأعلام والقادة والرؤساء والسادة، كلَّما مضى منهم نجيبٌ خلفه سيد رفيع، وأبقى لهم ذكرًا في الآخرين، فالأمم كلها تتولاه وتُثني عليه، وتقول بفضله إكرامًا من الله له بذلك في الدنيا، وما ادَّخر له في الآخرة من الكرامة أجلُّ وأعظمُ من أن يحيط به وصف واصف (?). (1: 286).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015