586 - حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السديّ: {قَدْ شَغَفَهَا حُبًّا} قال: والشغاف جلْدة على القلب يقال لها: لسان القلب، يقول: دخل الحبّ الجلد حتى أصاب القلب، {فَلَمَّا سَمِعَتْ} امرأة العزيز {بِمَكْرِهِنَّ} وتحدُّثهن بينهنّ بشأنها وشأن يوسف، وبلغها ذلك {أَرْسَلَتْ إِلَيهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأ} يتكّئن عليه إذا حضرنها من وسائد، وحضرنها فقدّمت إليهنّ طعامًا وشرابًا وأترُجًّا، وأعطتْ كُلَّ واحدة منهن سكينًا تقطع به الأترجّ (?). (1: 340).

587 - حدثنا ابن وكيع، قال حدثنا عمرو بن محمد، عن أسباط، عن السديّ: {قَالتْ فَذَلِكُنَّ الَّذِي لُمْتُنَّنِي فِيهِ وَلَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ}، تقول: بعدما حلّ السراويل استعصم، لا أدري ما بدا له! ثم قالت لهنّ: {وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُ} منْ إتْيانهَا {لَيُسْجَنَنَّ وَلَيَكُونًا مِنَ الصَّاغِرِينَ}، فاختار السجن على الزنى ومعصية ربه، فقال: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيهِ} (?). (1: 341).

588 - وقد قيل: إن السبب الذي من أجله بدا له في ذلك، ما حدثنا به ابن وكيع، قال: حدثنا عمرو بن محمد عن أسباط، عن السديّ: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، قال: قالت المرأة لزوجها: إنّ هذا العبد العبرانيّ قد فضَحني في الناس يعتذر إليهم ويخبرهم أني راودته عن نفسه، ولست أطيق أن أعتذر بعذري، فإما أن تأذن لي فأخرج فاعتذر، وإما أن تحبسه كما حبستني، فذلك قول الله عزَّ وجلَّ: {ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، فذكر أنهم حبسوه سبع سنين (?). (1: 342).

ذكر من قال ذلك:

589 - حدثنا ابن وكيع، قال: حدثنا المحاربي عن داود، عن عكرمة: {لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ}، قال: سبع سنين، فلما حبس يوسف في السجن صاحبه العزيز، أدخِل معه السجن الذي حبس فيه فتيان للملك صاحب مصر الأكبر؛

طور بواسطة نورين ميديا © 2015