وقال بعضهم: بل كان ذلك ما أخبر الله عنهما، أنهما جعلا يخصِفان عليهما من ورق الجنة، فلما يبس ذلك الورق الذي خصَفاه عليهما تحاتَّ فنبت من ذلك الورق أنواعُ الطيب والله أعلم (?). (1: 125).
172 - وقال آخرون: [بل] لا علم آدم أنّ الله عزّ وجلّ مُهبِطُه إلى الأرض، جعل لا يمرُّ بشجرة من شجر الجنة إلا أخذ غصنًا من أغصانها، فهبط إلى الأرض وتلك الأغصان معه، فلما يبس ورقها تحاتَّ، فكان ذلك أصل الطيب (?). (1: 126).
ذكر من قال ذلك:
173 - حدثنا أبو همام، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا زياد بن خيثمة عن أبي يحيى بائع القتّ قال: قال [لي] مجاهد: لقد حدَّثني عبد الله بن عباس: أن آدم حينَ خرج من الجنة كان لا يمرُّ بشيء إلا عبث به، فقيل للملائكة: دعُوه فليتزودْ منها ما شاء، فنزل حين نزل بالهند، وإن هذا الطيب الذي يُجاء به من الهند مما خرج به آدم من الجنة (?). (1: 126).
ذكر من قال: كان على رأس آدم - عليه السلام - حين أهبط من الجنة إكليل من شجر الجنة:
174 - حُدِّثت عن عصار بن الحسن، قال: حدثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، قال: خرج آدم من الجنة، فخرج منها ومعه عصا من شجر الجنة، وعلى رأسه تاج أو إكليل من شجر الجنة، قال: فأهبِط إلى الهند، ومنه كلّ طيب بالهند (?). (1: 126).
175 - حدثنا ابنُ حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، قال: هبط آدم عليه -يعني على الجبل الذي هبط عليه- ومعه ورق من ورق الجنة، فبثَّه في ذلك الجبل، فمنه كان أصلُ الطيب كلّه، وكلّ فاكهة لا توجد إلا بأرض الهند (?). (1: 126).