هجرة نبينا محمد على سياق ما عندهم في التوراة التي هي في أيديهم - خمسة آلاف سنة وتسعمئة سنة واثنتان وتسعون سنة وأشهر. وذكروا تفصيل ما ادّعوه من ذلك بولادة نبيّ نبيّ، وملك ملك، ووفاته من عهد آدم إلى وقت هجرة رسول الله، وزعموا أن اليهودَ إنما نقصُوا ما نقصُوا من عدد سني ما بين تاريخهم وتاريخ النصارى دفعًا منهم لنبوّة عيسى ابن مريم - عليه السلام - إذ كانت صفته ووقت مبعثه مثبَتة في التوراة. وقالوا: لم يأت الوقت الذي وُقّت لنا في التوراة أن الذي صفته صفة عيسى يكون فيه، وهم ينتظرون - بزعمهم - خروجَه ووقته (?). (1: 17/ 18).

11 - وأحسب أن الذي ينتظرونه ويدّعون أن صفته في التوراة مثبتة هو الدّجال الذي وصفه رسول الله لأمته، وذكر لهم أن عامة أتباعه اليهود؛ فإن كان ذلك هو عبد الله بن صياد، فهو من نسل اليهود.

وأما المجوس فإنهم يزعمون أن قدْر مدة الزمان من لدن ملك جيُومَرت إلى وقت هجرة نبينا ثلاثة آلاف سنة ومئة سنة وتسع وثلاثون سنة، وهم لا يذكرون مع ذلك نسبًا يعرف فوق جيُومرْت، ويزعمون: أنه آدم أبو البشر. صلى الله عليه وسلم وعلى جميع أنبياء الله ورسله.

ثم أهلُ الأخبار بعدُ في أمره مختلفون؛ فمن قائل منهم فيه مثل قول المجوس، ومن قائل منهم إنه تَسمّى بآدم بعد أن ملك الأقاليم السبعة، وأنه إنما هو جامر بن يافِث بن نوح، كان بنوح - عليه السلام - برًّا ولخدمته ملازمًا، وعليه حَدِبًا شفيقًا، فدعا اللهَ له ولذريته [نوح]- لذلك من بره به وخدمته له - بطول العمر، والتمكين في البلاد؟ والنصر على من ناوأه وإياهم، واتصال الملك له ولذريته، ودوامه له ولهم؟ فاستجيب له فيه، فأعطى جيُومَرت ذلك وولده، فهو أبو الفرس، ولم يزل الملك فيه وفي ولده إلى أن زال عنهم بدخول المسلمين مدائن كسرى، وغلَبة أهل الإسلام إياهم على ملكهم.

ومن قائل غير ذلك؛ وسنذكر إن شاء الله ما انتهى إلينا من القول فيه إذا انتهينا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015