ثم دخلت سنة ست وثمانين ومائة ذكر الخبر عما كان فيها من الأحداث

فَفيها كان خروج عليّ بن عيسى بن ماهان من مرو لحرب أبي الخصيب إلى نسا فقتله بها وسبى نساءه وذراريه واستقامت خراسان (?).

قال: وحجَّ هارون ومحمد وعبد الله معه وقواده ووزراؤه وقضاته في سنة ست وثمانين ومائة، وخلّف بالرّقة إبراهيم بن عثمان بن نَهيك العكيّ على الحرَم والخزائن والأموال والعسكر، وأشخص القاسم ابنه إلى مَنْبج، فأنزله إياها بمن ضمّ إليه من القوّاد والجند، فلما قضى مناسكَه كتب لعبد الله المأمون ابنه كتابين، أجهد الفقهاء والقضاة آراءهم فيهما، أحدهما على محمّد بما اشترط عليه من الوَفاء بما فيه من تسليم ما وَلِيَ عبدُ الله من الأعمال، وصيَّر إليه من الضيّاع والغَلّات والجواهر والأموال، والآخر نسخة البَيعة التي أخذها على الخاصّة والعامّة والشروط لعبد الله على محمد وعليهم، وجعل الكتابين في البيت الحرام بعد أخذه البيعة على محمد، وإشهاده عليه بها الله وملائكته ومن كان في الكعبة من سائر ولده وأهل بيته ومواليه وقواده ووزرائه وكتابه وغيرهم (?).

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015