فتكلم كلام أصلح ما جاءَ منه، ثم قال: يا أمير المؤمنين؛ ألا أردّ الناس؟ قال: بلى، قال: فمرْ بمتاع يحوّل إلى رواق آخر من أرواقك هذه، فأمر بفرُش فأخرجت؛ كأنه يريد أن يهييّء له رواق آخر، وخرج أبو الجهم، فقال: انصرفوا، فإن الأمير يريد أن يقيل عند أمير المؤمنين، ورأوا المتاع ينقَل فظنوه صادقًا، فانصرفوا ثم راحوا، فأمر لهم أبو جعفر بجوائزهم، وأعطى أبا إسحاق مئة ألف.
قال أبو أيوب: قال لي أمير المؤمنين: دخل عليّ أبو مسلم فعاتبتُه ثم شتمتُه، فضربه عثمان فلم يصنع شيئًا، وخرج شبيب بن واج وأصحابه فضربوه فسقط، فقال وهم يضربونه: العفو، فقلت: يا بن اللخناء، العفو والسيوف قد اعتورتْك! وقلت: اذبحوه، فذبحوه (?).