وفي هذه السنة عقد أبو العباس عبد الله بن محمد بن عليّ لأخيه أبي جعفر الخلافة مِنْ بعده، وجعله وليّ عهد المسلمين، ومن بعد أبي جعفر عيسى بن موسى بن محمد بن عليّ، وكتب العهد بذلك، وصيَّره في ثوب، وختم عليه بخاتمه وخواتيم أهل بيته، ودفعه إلى عيسى بن موسى (?).
وفيها توفِّيَ أبو العباس أمير المؤمنين بالأنبار يوم الأحد، لثلاث عشرة خلتْ من ذي الحجة، وكانت وفاته فيما قيل بالجدريّ.
وقال هشام بن محمد: توفي لاثنتي عشرة ليلة مضت من ذي الحجة، واختلف في مبلغ سنه يوم وفاته، فقال بعضهم: كان له يوم توفِّيَ ثلاث وثلاثون سنة، وقال هشام بن محمد: كان يوم توفي ابن ست وثلاثين سنة، وقال بعضهم: كان له ثمان وعشرون سنة.
وكانت ولايته من لَدُن قتل مَرْوان بن محمد إلى أن توُفيَ أربع سنين، ومن لدن بويع له بالخلافة إلى أن مات أربع سنين وثمانية أشهر، وقال بعضهم: